جدل حول مسلسل “ولاد ايزة”: إساءة لصورة الأستاذ أم حرية إبداع؟
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان الماضي بنقاش حاد حول المسلسل الكوميدي “ولاد ايزة” الذي عرض على القناة الأولى. سبب الجدل هو شخصية “علي” التي يجسدها الممثل فتاح الغرباوي، وهو معلم محاربة الأمية، حيث اعتبرها الكثيرون مسيئة لصورة الأستاذ وتنقيصا من قيمة رجال التعليم.
اتهامات بالإساءة وتشويه الصورة
وجهت انتقادات لاذعة للمسلسل من طرف أساتذة ونقابات تعليمية، معتبرين أن شخصية “علي” تقدم الأستاذ بشكل ساخر ومبتذل، بعيد عن الواقع ومسيء لرمزية هذه المهنة النبيلة. وطالبوا بوقف بث المسلسل ومحاسبة المسؤولين عنه.
وزير الثقافة يدافع عن حرية الإبداع
من جهته، دافع وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، عن المسلسل، مؤكدا أن الشخصيات الدرامية هي من وحي خيال المؤلف ولا تعكس بالضرورة الواقع. وأشار إلى أن الأعمال الفنية تتمتع بمساحة من الحرية تسمح للكاتب بتشكيل الشخصيات بما يخدم النص ويحقق المتعة للمشاهد.
مخرج المسلسل يستغرب الجدل
أعرب إبراهيم الشكيري، مخرج “ولاد ايزة”، عن استغرابه من حجم الجدل الذي أثارته شخصية “علي”، مؤكدا أنها لم تتناول أي شيء يتعلق بمهنة التعليم ولم تهدف إلى الإساءة للأستاذ. وأشار إلى أن الحكم على عمل كامل من حلقة واحدة فيه تجنٍ كبير.
بين حرية الإبداع والمسؤولية الاجتماعية
يثير هذا الجدل تساؤلات حول الحدود بين حرية الإبداع والمسؤولية الاجتماعية للأعمال الفنية. فبينما يرى البعض أن الفن يجب أن يتمتع بحرية مطلقة للتعبير دون قيود، يرى آخرون أن عليه مراعاة قيم المجتمع وعدم المساس برموز ومهن تحظى باحترام وتقدير كبيرين.
يبقى السؤال مفتوحا: هل نجح “ولاد ايزة” في رسم البسمة على وجوه المشاهدين، أم تجاوز حدود المقبول وأساء لصورة الأستاذ؟