بوعياش: ملاحظة الانتخابات تعزز الخبرة والثقافة الديمقراطية
الرباط – أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، على الأهمية البالغة لملاحظة الانتخابات في تعزيز الخبرة والثقافة الديمقراطية في الدول النامية، وذلك خلال جلسة نقاش نظمتها مفوضية الاتحاد الإفريقي ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
وأشارت بوعياش إلى أن ملاحظة الانتخابات تعتبر امتدادًا طبيعيًا لعملية الرصد المنتظم لحقوق الإنسان، وأنها تساهم في تطوير آليات ضمان حقوق وحريات المواطنين. كما شددت على أهمية اعتماد مقاربة محددة الأهداف تتناول قضايا محددة، مع التركيز على الفئات والمجموعات الهشة.
تجربة المغرب في ملاحظة الانتخابات
استعرضت بوعياش تجربة المجلس الوطني لحقوق الإنسان في ملاحظة الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية التي جرت بالمغرب في شتنبر 2021، والتي تميزت بسياق استثنائي بسبب تزامنها مع جائحة كوفيد-19 وتداعياتها، بالإضافة إلى اعتماد قوانين جديدة أثرت على المشهد الانتخابي.
وأوضحت بوعياش أن المجلس اعتمد منهجية استباقية تضمنت:
- إطلاق برنامج لبناء قدرات الملاحظين قبل عدة أشهر من الانتخابات.
- تشكيل شبكة واسعة من الملاحظين شملت أكثر من 5020 فردًا من منظمات غير حكومية ومجلس حقوق الإنسان وملاحظين أجانب.
- توفير دورات تكوينية للملاحظين حول المعايير الدولية والوطنية لملاحظة الانتخابات.
- تغطية جميع مراحل العملية الانتخابية في الواقع المادي والفضاء الرقمي.
- تحديد مؤشرات لتقييم إدماج حقوق الإنسان في العمليات الانتخابية.
خمسة تدابير محورية
ولضمان ملاحظة مستقلة وشفافة، اعتمد المجلس الوطني لحقوق الإنسان خمسة تدابير محورية:
- تحديد وتدقيق معايير اختيار مواقع الملاحظة.
- تحليل الإطار القانوني للانتخابات والترشيحات.
- وضع استمارات مخصصة لتقييم العملية الانتخابية.
- تحليل استمارات الحملات الانتخابية.
- صياغة تقرير تقييم شامل يتضمن تشخيصًا معمقًا وتوصيات عملية.
تعزيز نزاهة العملية الديمقراطية
وأكدت بوعياش أن تجربة ملاحظة الانتخابات من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان لم تقتصر على الجوانب التقنية والإجرائية، بل شملت تقييمًا شاملًا للشروط التشريعية والسياسية وسياقات المشاركة والنقاش الحر، مما ساهم في تعزيز مؤشرات نزاهة العملية الديمقراطية الوطنية.
يذكر أن تنظيم جلسة النقاش تزامن مع النسخة الثالثة للدورة التكوينية المتخصصة لملاحظي الانتخابات الأفارقة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بأهمية ملاحظة الانتخابات في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في القارة الأفريقية.