اتفاق اجتماعي غير مسبوق بالمغرب: زيادة في الأجور وإصلاحات ضريبية وتقاعدية
أشاد الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، بالاتفاق الاجتماعي الاخير الذي وقعته الحكومة مع الفرقاء الاجتماعيين، واصفا إياه بالـ”اتفاق غير المسبوق مع النقابات بالنظر إلى قيمته المالية وأيضا لأنه خرج من منطق الحوار الاجتماعي في صيغته السابقة إلى منطق جديد”.
وأبرز بايتاس، خلال الندوة التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي اليوم الخميس، أهمية هذا الاتفاق من خلال استحضار “المنطق السابق الذي كانت تعقد فيه اجتماعات يغلب عليها الطابع التقني غداة فاتح ماي ثم تترك الأمور حتى السنة التي تليها”.
ورد المسؤول الحكومي على منتقدي مخرجات الاتفاق الاجتماعي الأخير الذين وصفوه ب”المقايضة” على أنهم “لم يفهموا بعد معنى مأسسة الحوار الاجتماعي”، متابعا أن “الحكومة الحالية تقوم بالإصلاح مع النقابات وتتحمل كلفة هذا الإصلاح”.
وأوضح بايتاس أن “أول ما قامت به هذه الحكومة هي مأسسة الحوار الاجتماعي في إطار المشروع الاجتماعي من خلال لقاءات كل 6 أشهر مع النقابات ليس فقط لمناقشة القضايا التقنية ولكن لمناقشة الإصلاحات”.
ودافع بايتاس على الاتفاق الاجتماعي قائلا إنه يندرج ضمن “البناء المؤسساتي للدولة الاجتماعية الذي انطلق بالدعم الاجتماعي المباشر للطبقات المعوزة وقبله التغطية الصحية الإجبارية ثم إقرار تعويضات عائلية للأشخاص في وضعية هشاشة، ثم في مستوى ثاني إقرار إمكانيات مالية لفائدة الطبقة المتوسطة” مسترسلا أن “بناء الدولة الاختماعية يتم بشكل تدريجي”.
وتابع بايتاس أن “مأسسة الحوار الاجتماعي كانت مكسبا مهما للجلوس مع النقابات من أجل مناقشة هذه القضايا كل 6 أشهر ومعالجة وضعية الشغيلة” مستحضرا أن 4.2 مليون استفادوا من هذا الحوار الاجتماعي، 1.2 مليون منهم في القطاع العام و3 مليون في القطاع الخاص.
واستعرض المسؤول الحكومي أهم بنود الاتفاق الاجتماعي الأخير ك”الزيادة العامة في الأجور في القطاع العام ب1000 درهم تصرف على سنتين والزيادة في الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص”.
وأضاف المتحدث أنه من بين ما تحقق بفضل هذا الاتفاق هو أن “الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص في المغرب أصبح جد متقدم مقارنة بالدول الأخرى على الصعيد الإفريقي” موضحا أن المغرب “يحتل المرتبة الثانية في القارة الإفريقية”.
وتابع بايتاس في إشادته بمضامين الاتفاق الاجتماعي الاخير “التخفيض الضريبي على الدخل سيهم جميع الشرائح، من خلال رفع هامش الإعفاء من 30 ألف درهم إلى 40 ألف درهم، وبالتالي ستصبح 6000 درهم معفية من أداء الضريبة على الدخل”.
وعن موضوع إصلاح التقاعد، شدد بايتاس على أن “للحكومة خيارين في هذا الباب، إما أن تباشر الإصلاح بشكل شجاع ومشترك مع النقابات ووضع السيناريوهات الممكنة، وإما أن نؤجل هذا الإصلاح”.
وأشار بايتاس إلى أن هذه الإصلاحات يجب أن تتم في “جو من المسؤولية والصراحة لتمكين الأجيال اللاحقة من حقها في هذا التقاعد”.
وبخصوص قانون الإضراب، اعتبر بايتاس “أنه كان من المفروض أن يخرج خلال الولاية التشريعية الأولى بعد المصادقة على الدستور سنة 2011” مشددا على أن “الإضراب حق دستوري، ولكن يجب تنظمه من طرف الحكومة وبشراكة مع النقابات”.
وتطرق بايتاس في معرض إجابته عن الأسئلة التي وجهت إليه خلال الندوة إلى موضوع استيراد الأغنام، حيث اعتبر المسؤول الحكومي أنه “مع تكثيف الحكومة لإجراء الاستيراد يمكن أن يكون ذو جدوى على المجتمع”.