ارتفاع أسعار الوقود في المغرب: تناقض غريب وسط انخفاض الأسعار العالمية
يشهد المغرب ارتفاعًا غير مبرر في أسعار المحروقات، في تناقض صارخ مع الانخفاض العالمي في أسعار النفط. فبينما تتنافس العديد من الدول على تخفيض أسعار الوقود، يرتفع سعر اللتر في المغرب ليصل إلى 1.54 دولار، مما يضعه في المرتبة الرابعة بين الدول الإفريقية ذات أسعار الوقود الأعلى وفقًا لموقع “فينونس نيوز إيبدو”.
ويثير هذا الارتفاع استياءً كبيرًا لدى المستهلكين المغاربة، خاصةً مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية الأخرى. فكيف يمكن تفسير هذا التناقض؟
العوامل وراء الارتفاع:
- الاعتماد الكبير على الواردات: يعتمد المغرب بشكل شبه كامل على واردات النفط الخام، مما يجعله عرضة بشكل كبير لتقلبات أسعار السوق العالمية.
- الضرائب المرتفعة: تشكل الضرائب 31% من سعر الوقود في المغرب، مقارنةً بـ 61% فقط للأسعار العالمية.
- تكاليف التوزيع وأرباح الموزعين: تُشكل هذه النسبة 8% من السعر النهائي للوقود، وهو ما يعتبر مبلغًا كبيرًا.
- تكاليف التكرير: لا تنخفض تكاليف التكرير بشكل كبير مع انخفاض أسعار النفط الخام، خاصةً مع تناقص نشاط التكرير عالميًا نتيجة التحول نحو الطاقات المتجددة.
مُشكلة متعددة الأوجه:
تؤثر هذه العوامل بشكلٍ مُتضافر على أسعار الوقود في المغرب، مما يجعلها من بين الأعلى في إفريقيا، على الرغم من التراجع الكبير في أسعار المحروقات على المستوى العالمي.
ويواجه المغرب تحديًا حقيقيًا في معالجة هذه المسألة، حيث يتطلب الأمر بذل جهدٍ مُشترك من قبل الحكومة ومؤسساتها لإيجاد حلول فعّالة لخفض أسعار الوقود، والتخفيف من عبء ارتفاع أسعار السلع على المواطن المغربي.